%D8%A8%D8%B9%D8%AF%20%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%A1%20%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%84%D8%A7%C2%BB%20%D9%87%D9%84%20%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%B3%D8%B9%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%B2%D8%9F - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

بعد انتهاء «البورلا» هل سيتحسن سعر الكرز؟
الجولان - جولاني - 22\05\2012
لم يكن مفاجئا لأحد تدني سعر الكرز هذا الموسم، فالجميع كان يعرف مسبقاً أن الموسم وفير، وأن مساحات واسعة جديدة بدأت تعطي ثمارها، وكان الحديث منذ أكثر من شهر يدور حول أن أسعار الكرز هذا العام ستكون أدنى من المعتاد. لكن أحداً من المزارعين لم يكن يتصور، حتى في أسوأ أحلامه، أن سعر الكرز سيصل في بداية الموسم إلى 5 شيكل،  فهي سابقة لم نشهدها من قبل، ومؤشر مقلق جداً ينبئ بمستقبل سيء جداً لزراعة الكرز إذا لم يتم تدارك الأمور.

بعض الأشخاص يقللون من المخاوف ويقولون أن هذه الحالة عابرة، ومنهم السيد ياسر ابراهيم، وهو مزارع وتاجر كرز، الذي يعزو تدني السعر إلى كرز "البورلا" الذي  ينضج في هذا الوقت، وهو يعتبر من أسوأ الأنواع وأقلها جودة. ويقول ياسر أن "البورلا" ينضج بسرعة ويفسد بسرعة، فلا يمكن التحكم بقطافه أو بيعه، ما يضطرالمزارعين  إلى التخلص منه بسرعة وبأي طريقة، وبنفس الوقت ينأى التجار عن شرائه خوفاً من تكبد الخسائر. ويعتقد ياسر أنه بعد انتهاء "البورلا" فإن سعر الكرز سيرتفع من جديد ولكنه سيبقى مع هذا أدنى من الأسعار المعهودة بسبب غزارة الانتاج هذا العام. ويوصي ياسر، ومعه مجموعة من المزارعين والتجار، بالتخلص من "البورلا" إما عن طريق اقتلاعها وزراعة أنواع جديدة مكانها، أو عن طريق تطعيمها بأنواع أخرى لتجنب هذه الأزمة مستقبلاً.
ويوضح ياسر أن السبب في عدم تصريف هذا النوع يعود لتوفر كميات في السوق من النوع ذاته خارج منطقتنا، ومنطقتنا آخر منطقة تقطف الكرز من بين المناطق الأخرى، بسبب  ظروف المناخ المختلفة، كمنطقة الجليل وحتى منطقة الخليل، حيث يشكل انتاجهم السنوي من كرز "البورلا" ما يقارب 90% من مجمل إنتاجهم، ذلك أن باقي الأنواع لا تنجح  في منطقتهم.

ويوافق هذا الرأي السيد فوزي الصباغ من لجنة براد المجدل، الذي يمتلك مركز تصنيف متطور للكرز، وكان من المفروض أن يساعد هذا المركز باستقرار أسعار الكرز من خلال تصنيفه وتبريده بالماء، ما يمكن من حفظه لمدة شهر تقريباً، لكن الأراء مختلفة حول نجاحه في ذلك. فمنهم من يقول أنه لم يساعد البتة وأن البراد تحول إلى تاجر مثله مثل باقي التجار.  لكن فوزي ينفي هذا الكلام ويقول أن البراد تمكن العام الماضي من المحافظة على أسعار  معقولة للكرز لم تكن ممكنة لولا وجوده.
ويضيف فوزي أن "البورلا" لا يمكن تخزينه ولا تصنيفه، لذلك يشكل تسويقه مشكلة عويصة وهو يضرب السوق
، لذا فإن مركز التصنيف والتبريد لم يبدأ العمل بعد، بل سيبدأ خلال عشرة أيام تقريباً، حيث تبدأ الأنواع الجيدة من الكرز بالنضوج، عندها سيكون الأمر مختلفاً، حيث يمكن التحكم إلى حد ما بالكميات التي ستنزل إلى السوق يومياً، وهذا يعطي الفرصة للمحافظة على السعر. وتوجه السيد فوزي إلى المزارعين  وطالبهم بالتوقف عن قطف البورلا وبيعه هذا الموسم لأنه يضرب السوق، وقال أنه في حال عدم قطفه فإن "مؤسسة الفواكه" (מועצת הפירות) تعوضهم عن الخسائر، وهذا أفضل حل في هذه المرحلة.

هناك إجماع بين كل المتعاطين بالشأن الزراعي في الجولان حول الأسباب التي أدت بنا إلى هذه الحالة، وأننا كنا نسير في السنوات الأخيرة بهذا الاتجاه ونحن مدركين إلى ماذا ستؤول إليه الأمور، دون أن نفعل شيئاً لتجنب ذلك. ويحذر هؤلاء من الأسوأ فيما لم يتم تدارك هذه الأسباب، ويلخصون الحل بمجموعة خطوات مهمة، يقولون أنه لا غنى عنها:

- تشكيل مركز دراسات، أو لجنة مزارعين دائمة، مهمتها وضع السياسات العامة ودراسة الجدوى الاقتصادية من زراعة الأنواع الزراعية والمساحات المسموح بها، لكي  نتجنب ما حصل من زراعة مساحات شاسعة خلال السنوات الأخيرة بالكرز، أدت إلى إغراق السوق بمحصول يفوق قدرته على الاستيعاب. وكنا قد شهدنا تجربة سابقة في الثمانينات من القرن الماضي مع زراعة "الخوخ الأوروبي" لكننا للأسف لم نتعلم الدرس.

- تشكيل جسم منبثق عن المزارعين يتولى تسويق الإنتاج الزراعي، أو على الأقل يضع سياسة تسويق، كي لا يترك المزارعون عرضة للابتزاز من قبل التجار، أو الوقوع في  حالة من الإرتباك والفوضى، نتيجة انتشار الشائعات وتخوفهم من كساد انتاجهم، ما يدفعهم لبيعه بأرخص الأثمان.

- بحث سبل لتصنيع الكرز.

- البحث عن أسواق خارجية، وبالتحديد في الدول العربية المجاورة.